النافذة الثقافية والأدبية
|
|
|
 |
| |
|
رأي: تضليل الحقائق من خلال نقد حركة المبادرة الصحراوية للتغيير
أضيف في 20 نونبر 2017 الساعة 29 : 19
الصحراء اليوم :رأي
كثرت ردود الفعل حول المبادرة الصحراوية للتغيير، منها الرافض٬ ومنها المتريث٬ ومنها المؤيد، وتخللت بعض المقالات سرد احداث لمحاولات سابقة٬ فيها ما كان موضوعي٬ ومنها ما فسر الاحداث علي هواه وميوله السياسية٬ وصلت حد تحريف بعض الحقائق الجوهرية٬ واذكر منها تحديدا اجتماعات دارت بين القيادات السياسية والعسكرية الجزائرية وقيادة البوليساريو قبل انتفاضة اكتوبر 1988 بالجزائر وكذلك بمخيمات اللاجئين الصحراوين بالتندوف والتي احدثت تغيرا جذري داخل الدولة الجزائرية وعصفت بها الي مايعرف بالعشرية السوداء، وداخل مخيمات اللاجئين الصحراوين بدات باستقالة المكتب السياسي للجبهة٬ وتظاهرات وتدخل عسكري لقمع هذه الاحتجاجات وسجن وتعذيب قيادتها، ومحاكمات شعبية للمشاركين بها بما سمي وقتها (النقد ) وكانت من نتائجها تغيير الهيكلة السياسية الي الامانة الوطنية التي تحكم الان، وفتح السجون المدنية واطلاق سراح كل المساجين السياسين٬ وفي مقال كتب تحت عنوان" مطالب التغيير بالجبهة" ما كتب عن انتفاضة 1988 بالمخيمات كان محرفًا للاحداث واخرج الوقائع عن سياقها الحقيقي، وذلك اما لجبن الكاتب من ذكر الحقيقة اوبغرض مغازلة الجزائر٬ ففي تلك الفترة تحديدا كان هناك تقارب بين الملك الحسن الثاني والرئيس للشاذلي بن جديد بوساطة من الملك فهد٬ وقد اتفقوا علي لقاء بالسعودية تحت إشراف مدير ديوان ملكها التويجري، بين وفد من أعيان الصحراء من المغرب ووفد من جبهة البوليزاريو٬ وبالفعل التقي الوفدان بالسعودية٬ واستمرت اللقاأت شهرا كاملا٬ وهناك منهم لازال حيّا من أعضاء الوفدين، مثل عبد القادر الطالب عمر الوزير الاول الصحراوي حاليا٬ ونور الدين بلالي الذي عاد الي المغرب٬ وكانا قد اتهما في 88 بالتامر مع المغرب والسعودية. وخلال اجتماع خاص لقيادة الجبهة وقيادة الجزاير بالرئاسة الجزائرية ( حضره الراحل محمد عبد العزيز، والراحل محفوظ علي بيبا، عبد القادر الطالب عمر وعمر حضرمي ) أكد زعماء الجزائر انهم " مقتنعون ان الاستقلال التام غير ممكن" ومما دفع بعمر حضرمي الي التعمق في البحث معهم عن الاسباب٬ ولماذ هذه الخلاصة٬ فكان ردهم ان الدول الكبير لن تعترف بالدولة الصحراوية، وبان ميزان القوة العسكري وصل مداه، والحقيقة التاريخية غير واضحة ولا يمكن ان تكون مستندا لبناء دولة، مما دفع بعمر حضرمي بعد ان صمتوا جميعا، الى سؤالهم وما البديل اذن: هل الأفضل لنا ان نقبل بحكم ذاتي بالمغرب ولا نطيل تشريد اهلنا مثل ايرلندا والأكراد الي ما لا نهاية، وكان كلامه مفاجئا لهم ٬ وقد جادل عمر حضرمي القيادة الجزائرئية بكل صراحة وشجاعة٬ وحينها تدخل السيد الشريف امساعدية رئيس جبهة التحرير انذاك الذي كان حاضرا الي جانب السيد احمد الطالب الإبراهيمي وزير الخارجية انذاك، الجنرال المكلف بديوان الرئيس انذاك والذي اصبح سفيرا بالمغرب بعد ذلك٬ واثناء عمله بالمغرب كان دائما يردد للمغاربة ان اخطر إنسان هو عمر حضرمي، فتحركت الة إعلامية مسخرة لتشويهه داخل المغرب، وكما كان حاضرا لهذا اللقاء ايضا جنرالات من المخابرات العسكرية الجزائرية، والذين كانت لهم مسبقا بعض المشاحنات ولي ذراع مع عمر حضرمي حول التدخل بالمخيمات وكان اخر فصل في وقتها٬ قضية فتاة من قبيلة سلام، والتي كانوا يطالبون باحضارها بالقوة من المخيم الي بيت اَهلها بالتيندوف، ورفض عمر الحضرمي ان يسلم صحراوية بدون ارادتها الي الامن العسكري بالتيندوف، ولكنه سمح لاهلها بإقناعها سلميا ان ارادت، فكان ردهم علي هذا الرفض هو بقفل التيندوف ايّاما، ومنع دخول الجبهة اليها، للضغط عليه من اجل تسليم الفتاة. وبعد ذلك الصمت الطويل الذي الغي بظلاله على الحاضرين خلال اللقاء المذكور تدخل السيد الشريف امساعدية ردا علي موقف عمر الحضرمي قائلا : لم ولن نترك الصحراء للمغرب٬ وساله عمر الحضرامي مرة ثانية: ولكن هذا تناقض، لا استقلال ولا انضمام، كيف يمكن ذلك، قال الشريف امساعدية: ستبقي حجرة في صباط المغرب، حينها انفعل عمر الحضرمي وقال: لن نرضي ان نكون حجرة في صباط احد، فأهلنا تعذبوا بما فيه الكفاية. هذا ما جري بالضبط في ذلك اللقاء، وحدثت ثورة أكتوبر بالجزائر والمخيمات، وعاد عمر الحضرمي الي المغرب، وكانت عودته الي المغرب مفاجئة للمغاربة، ومضوا وقتا طويلا يتسألون لماذا، وارجوا من ان يتحدث من حضروا لهذا الاجتماع، ومن كان حاضر بالطائف بالسعودية انذاك، لكشف الحقيقة واظهار المستور، وكاتب المقال المذكور انفا اخرج هذا الكلام عن سياقه مما حرف معناه٬ بل ذهب الي قول اكثر من ذلك٬ بحيث ذكر كذبا ما فعلت ليبيا بثوار تشاد حيث ادعي انهم حولوا أسلحتهم ضدها٬ قد نتفق وقد نختلف مع الرجل، اومع غيره، ولكن يجب ان نسرد الحدث كما هو لانه واقعة تاريخية والتاريخ ملك للجميع وليس لخدمة اغراض او رؤية سياسية معينة، فالتعبير عن رؤية او موقف سياسي هو حرية فردية، ولكن سرد الحدث التاريخي هو حق جماعي ولا يجب تحريفه او الخروف به عن سياقه لتزيفه، لا يجوز لاي كان وتحت اي ذريعة كانت العبث بتاريخ شعب اوامة او مجموعة او فرد. سعيد احمد بابا
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم تجنب التعاليق الطويلة
أي تعليق يتجاوز 200 كلمة لن يتم اعتماده
أي تعليق يتضمن سبا أو إساءة لن يتم اعتماده
البريد الإلكتروني للجريدة
[email protected] اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|